هناك
العديد من القضايا التي اختلف حولها علماء التربية وعلم النفس، والتي أدت إلى عدم
الاتفاق حول تعريف موحد للتفوق والموهبة، منها تعريف الذكاء والابتكار ودورهما في
التفوق، وتعريف الموهبة وعلاقتها بالتفوق ((Haring
& McCormick, 1986.
فهناك
المدرسة الانجليزية التي ترى وجود علاقة كبيرة بين الذكاء والإبداع، والمدرسة
الأمريكية التي ترى العكس، وحسب رأي كل من ' جنزيلس و جانسون " 1962، إن كل
مبدع لابد أن يكون على الأقل صاحب ذكاء متوسط، وليس كل ذكي مبدع، ويقول "
تورنس " 1962: إننا إذا | اخترنا المتفوق على أساس الذكاء نكون قد استبعدنا
70% من المبدعين، بينما إذا اخترناه على أساس محك الإبداع قد لا يكون تركنا ذكية
واحدة ( سعيد بن مانع ، 1989).
والواقع
إنه لا زال يربط بين التحصيل الدراسي والذكاء، وبين الموهبة والإبداع لكن بنسب
متفاوته، وتجدر الإشارة إلى أنه مازال المعيار الأكبر في تحديد التفوق والموهبة بل
وحتى الذكاء في المجتمعات العربية هو معيار التفوق الأكاديمي.
أساليب وأدوات الكشف عن الموهوبين والمبدعين:
تدل
أغلب التعريفات السابقة على أهمية التعدد في أساليب القياس، والاعتماد على أكثر من
أداة ومعيار للكشف عن الموهوبين والمتفوقين، والأدوات الشائعة هي كالتالي :(Khaten,
1986, Clark, 1986):
- الاختبارات الموضوعية المقننة مثل اختبار القدرات العقلية، واختبار الذكاء، واختبار التفكير الابتكاري، والاختبارات التحصيلية.
- اختبارات الاستعداد والدوافع كمقاييس الدافع للإنجاز.
- مقاييس السمات الشخصية والاتجاهات والسلوك الابتكاري وغيرها، وهي مقاييس تحدد درجة الإبداع.
- وسائل التقويم والتقدير الشخصية مثل تزكية المعلمين، وتزكية أولياء الأمور، والأقران، أو التزكية الذاتية
- الملاحظة
المنظمة والمقابلات.
- السجل الأكاديمي والسجل الصحي والاجتماعي والاقتصادي والأسري، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن النمو الجسمي والانفعالي والعقلي والاجتماعي والاقتصادي والأسري.
ومن
الشائع استخدام اختبارات الذكاء والقدرات العقلية أو الاختبارات التحصيلية للكشف
عن المتفوقين، كما تستخدم مقاييس تقديرات المعلمين وأولياء الأمور أحيانا، ولا
تعتبر هذه الأدوات كافية، إذ أن الاختبارات التحصيلية غالبا ما تهتم بقياس مهارة
الحفظ والاسترجاع فقط، أما اختبارات الذكاء فهي صعبة ومعقدة، وحصول الفرد المفحوص
على معدل عال فيها لا يعني بأن لديه موهبة وقدرات ابتكارية، لأن الارتباط بين
الذكاء والإبداع ضعيف، ولا يمكنها أن تقيس الاستعدادات الفنية والتفكير الابتكاري
(أنيسة فخرو، 2013).
كذلك
بالنسبة لتقديرات المعلمين أو أولياء الأمور فإن غالبيتها لا تتسم بالموضوعية،
وكثيرا ما يبالغ أولياء الأمور في تقدير قدرات أطفالهم، وكثيرا ما يعجز المعلمون
عن التعرف على الموهوبين، لذلك يفضل تعرفهم باستخدام محكات الإبداع لما لها من
إيجابيات متعددة تقيس بدقة وموضوعية، واستخدام وسائل إضافية بحسب نوع الموهبة،
كاختبارات القدرات الفنية والموسيقية والحركية، ومقاييس النضج والتكيف الاجتماعي،
والقيادة، ومن الضروري تدريب المعلمين على استخدام هذه الأدوات ومشاركة المدراء
وأولياء الأمور وذوي الاختصاص في التطبيق والتقويم الضمان التعرف السليم على
المتفوق (عبدالمطلب القريطي، 1989).
شروط عملية الكشف عن الموهوبين ومراحلها:
من
أهم شروط عملية الكشف ليس تعدد الأدوات فحسب، بل تعدد المواقف التي يتم من خلالها
جمع المعلومات أثناء عملية الكشف عن الموهوبين والمبدعين، كما يجب مراعاة ملامسة هذه
الأدوات للعمر العقلي والزمني للمفحوص ومراعاة الفترة الزمنية لتطبيق الأدوات
المستخدمة، وصدقها وثباتها (انيسة فخرو، 2013).
وتمر
عملية الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين والمبدعين بمراحل عدة، من جمع المعلومات
عن المفحوصين ثم التصفية أو الغربلة، وفي المرحلة الأولى لابد من تحديد الفئة
العمرية للمفحوصين المراد الكشف عنهم، وتحديد نوع التفوق والموهبة المراد
اكتشافها، حيث يتعرض فيها جميع المفحوصين إلى أكثر من أداة ووسيلة للكشف عن
الموهبة مثل الاختبارات الموضوعية المقننة سواء أكانت اختيارات ذكاء أم ابتكارا أم
تحصي أكاديميا، واختبارات الاستعداد (زين العابدين درويس، 1985).
ويفضل
استخدام الاختبارات الجماعية في المرحلة الأولى بدلا من استخدام الاختبارات
الفردية، ليتم قياس قدرات أكبر عدد ممكن من المفحوصين وكذلك استخدام وسائل التقويم
الشخصية كتزكية المعلمين وأولياء الأمور والأقران أو التزكية الذاتية، كما يمكن
الاستفادة من السجلات المدرسية كالسجل الأكاديمي للدرجات والسجل الصحي والسجل
الاجتماعي والاقتصادي لجمع أكبر قدر من المعلومات عن المفحوص (سعيد بن مانع ، 1989).
المراجع:
- انيسة فخرو وأخرون (2013)، معجم مصطلحات التربية على الإبداع، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الخرطوم.
- زین العابدين درويش (1985). تنمية الإبداع، منهج وتطبيق، القاهرة: دار المعارف.
- سعيد بن مانع (1989) رعاية التفوق بين الابداع والذكاء. مجلة جامعة أم القرى للبحوث العلمية، ا(1).329-381.
- عبد المطلب القربطي (1989). المتفوقون عقليا. مكتب التربية العربي لدول الخليج: رسالة الخليج العربي، 9 (28)، 29-58.
Clark, B. (1983).
Growing up gifted (2nd ed.). Columbus, OH: Charles E. Merrill publishing
company.
تعليقات
إرسال تعليق