القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار [LastPost]

 

القيادة في المؤسسات التعليمية

عرف الإنسان عبر العصور ان الفرق بين النجاح والفشل في أي ميدان من ميادين الحياة المختلفة. يرجع في جانب كبير منه إلى مدي توفيق القيادة، وعرف الإنسان أيضا أن كل جماعة تعمل معاً لتحقيق 'قذف أو أهداف مشتركة تحتاج إلى شخص منها أو من خارج الجماعة أحيانا تكون مهمته الأولى هي توجيه تنسيق للعمل وتسديد خطاه نحو أهدافه المنشودة.


وهذا الشخص هو ما اصطلح على بالقائد غير أن الإنسان وقف دائما في حيرة أمام عدة تساؤلات منها: ما الذي يميز القائد عن غيره من أفراد الجماعة؟ وما الذي يميز القائد الناجح؟ من القائد غير الناجح؟ وفي محاولة الإجابة عن مثل هذه التساؤلات لجأ بعض الأفراد قديماً إلى أساليب بدائية وغريبة، فهناك من حاول استكشاف شخصية القادة عن طريق تحليل خط يدهم في الكتابة، ومنهم من لجا إلى دراسة أشكال جمجمة الرأس لمعرفة القوى الذهنية للقادة وغيرها.


الرجل العظيم ونظرية السمات:   

على أن الدراسات الأكثر موضوعية في تحليل القيادة بدأت بعد تلك بالتركيز على القادة أنفسهم بحثا عن الخصائص التي تجعل من شخص معين قائدا، وأول هذه الاتجاهات في هذا الميدان يمكن إرجاعها تاريخيا إلي الإغريق القدماء والرومان، وكانت تقوم على أن القادة يولدون قادة وقد عرفت هذه الفكرة باسم نظرية الرجل العظيم The Great Man Theory واستمر هذا الاعتقاد بأن الشخص يولد ومعه خصائص القيادة أو لا يولد بها، واستخدمت في التدليل على ذلك شخصيات تاريخية شهيرة مثل الإسكندر الأكبر، على أن هذه النظرية قد أفسحت الطريق أمام منهج أكثر واقعية في دراسة القيادة عُرفت باسم نظرية السمات Traits. 


وقد ركزت نظرية السمات Theory عل خصائص شخصية القائد وقيمه وطباعه، وأجريت العديد من الدراسات التي ركزت على السمات الجسدية والذهنية وخصائص الشخصية، ولكن نتائج هذه الدراسات مخيبة كانت للآمال، ففي عام 194. قام تشارلز بيرد Charles Byrd بدراسة لعشرين قائمة كل منها تحوي مجموعة منا السمات التي خرجت بها الاستقصاءات المختلفة وأشار إلى أنه لم يجد سمة واحدة مشتركة بين القوائم العشرين.


وفي عام 1947 أوضح جينكينز Jenkins أنه بعد مراجعة لطائفة عريضة من الدراسات التي تحوي مجموعات متنوعة من رجال الأعمال والمهنيين والعسكريين، لم يجد سمة واحدة أو مجموعة من السمات أمكن عزلها بحيث يمكن أن تفرق بين القادة وبين أعضاء الجماعة.


    وعلى الرغم من أن نظرية السمات لم تقدم إجابة عملية عن عديد من الأسئلة المثارة بشأن القيادة إلا انها ألقت الأضواء على أن للقيادة سمات يمكن اكتسابها وتعلمها إلى حد كبير، وقد حدد دافيس أربع سمات رئيسية تميز القائد الناجح هي:


  • الذكاء Intelligence فالقادة أكثر ذكاء إلى حد ما من الفرد المتوسط من اتباعهم بصفة عامة.
  • النضج الاجتماعي وسعة الأفق Social Maturity and Breadth فالقادة ناضجون عاطفيا وقادرون على التعامل مع المواقف المتناقضة وهم قادرون أيضا على تكوين العلاقات الاجتماعية الطيبة مع الأخرين ولديهم قدر معقول من الاعتزاز بالنفس واحترام الذات.
  • ذات الدفع والاهتمام بالإنجاز Motivation and Achievement فدوافع القادة نابعة من داخلهم وتسيطر عليهم الرغبة في الانجاز.
  • اتجاهات تراعي العلاقات الإنسانية Human Relations Attitudes حيث يدرك القادة انهم يعتمدون على الأفراد كمنفذين ولهذا يحاولون تنمية الاعتبارات الاجتماعية ورعاية العاملين.

   ومع ذلك فإن نظرية المسمات لم تخدم أغراض أنصار المدرسة السلوكية في الإدارة فمنهج نظرية السمات بطبيعته هو الناجح وصفي، فهو يصف من هو القائد ولكن السلوكيين بطبيعتهم يهتمون بالمنهج التحليلي أي بما يفعله القائد الناجح أو سلوكه هنا كان المدرسة السلوكية في الإدارة بالسلوك القيادي.


أنماط السلوك القيادي والنظرية الموقفية:  

بدأت الدراسات المبكرة لأنماط القيادة كامتداد لروح حركة العلاقة الإنسانية وما أسفرت عنه من أهمية المناخ الإشرافي والقيادي والدور الذي يلعبه القائد في تحقيق جماعة العمل لأهداف التنظيم.


النماذج الثابتة لأنماط القيادة: 

تمثل الدراسات التي قام بها كل كيرت لفين K. Lewin وتلميذاه رونالد ليبيت R. Lippitt  ورالف هوايت R. White عام 1939م نقطة البداية الصحيحة للبحث في موضوع القيادة ومعرفة طبيعتها. ومن هنا ينبغي على كل من يتصدى الدراسة القيادة أن يعرف هذه الدراسات وأن يلم بنتائجها، وعلى الرغم من مضي مدة طويلة على هذه الدراسات فإن نتائجها ما زالت تشكل أساسا سليما لدراسة القيادة.


 وقد أجريت هذه الدراسة على مجموعة من الأفراد قسموا في مجموعات وفق نوع السلوك الذي قام به القائد على كل مجموعة وقد تلقي القائد على كل مجموعة تعليمات من القائمين بالتجربة باتباع نمطا معينا من السلوك تجاه الأفراد في المجموعة المخصص لها، وكانت هذه ثلاثة أنماط من السلوك القيادي هي: النمط الدكتاتوري أو الاستبدادي Authoritarian حيث يركز القائد في يده جميع السلطات، والنمط الديمقراطي Democratic حيث يميل القائد إلى تفويض بعض سلطاته إلى مرؤوسيه، ثم النمط الفوضوي أو الترسلي Laissererz Faire  حيث لا يميل القائد إلى الاحتفاظ بالسلوك في يديه ولا يحب أن يصدر قرارا مستقلا بنفسه وكانت النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هي وجود اختلافات بين المجموعات الثلاثة في الجو الاجتماعي والسلوك والانجازات.


ففي ظل القيادة الاستبدادية كان أفراد المجموعة في شجار وعدوان فيما بينهم وتعود بعضهم أن يعتمد على القائد كما ان استمرار العمل يتوقف على وجود القائد إذا ما تخيب يميل النشاط إلى التوقف أو لا يتقدم العمل إلا بمعدل بسيط.


 اما القيادة الديمقراطية في ظلها عمل الأفراد في جو من الصداقة وكانت العلاقة مع القائد تتسم بقدر وافر من الحرية والتلقائية كما أن العمل كان يسير حتى عند غياب القائد.


 أما القيادة الفوضوية ففي ظلها كان العمل يتقدم بطريق الصدفة وبمعدل منخفض في الانجاز رغم النشاط الكبير، كما أن الأعضاء كانوا يضيعون وقتا طويلا في المجالات والمناقشات فيما بينهم على اساس شخص.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
كاتب محتوى مصري مهتم بمجال التكنولوجيا والبرمجة ومؤسس موقع "مهارات المستقبل" بهدف إفادة جميع الزوار بكل جديد من مهارات المستقبل

تعليقات

التنقل السريع