رغم أن تكميم الظواهر المختلفة أصبح سمه هامه من سمات التقدم العلمي ، إلا أنه لا يكفي القول أن قياس السلوك والوظائف النفسية بهدف تحديدها كميا ، فهذا التحديد الكمي ليس غايه في حد ذاته و لكنه وسيله تستخدم لخدمه هدفين واسعين لعمليه القياس وما تتميز به من تكميم مقنن ، همـا:
1- الوصول إلي القوانين و النظريات التي تحكم السلوك و القدرات العقلية من خلال منحي الفروق الفردية.
2- الاستفادة مــن توظيف العلم لصالح المجتمع مــن خــلال الاختبارات التي تقيس الذكاء العام و الاستعدادات النوعية التي أصبحت تستخدم كمحكات تخصصيه لطلاب المدارس أو المعاهد أو الجامعات .
أهداف الإحصاء في البحوث النفسية والتربوية و الاجتماعية:
يعتبر علم
الإحصاء الأداة الفعالة من أدوات البحوث التربوية و الاجتماعية و النفسية ، حيث
يصعب بدونها بناء و تطوير القوانين و النظريات النفسية التي تساعد علي فهم السلوكالإنساني و تفسيره و التنبئي به بما يحقق الأهداف السابقة و يمكن حصر فوائد وأهميه
الإحصاء في البحوث و الدراسات التربوية والاجتماعية والنفسية في النقاط التالية:
1 - اختبار العينات:
لا يستطيع
الباحث دراسة كل مفردات الظاهرة ، فلا يستطيع الباحث معرفه ذكاء كل طالب في الصف
الأول الإعدادي ، ولا يستطيع دراسة درجات تحصيل كل تلاميذ المرحلة الإعدادية ،
لذلك يلجأ الباحث إلي إختيارعينه تمثل تلاميذ الصف الأول الإعدادي أو تلاميذ المرحلة
الإعدادية ، ويلجأ الباحث في اختيار عينته إلي استخدام الإحصاء ، لتحديد العدد
المناسب الذي سيختاره و كيفيه اختياره بحيث يضمن تمثيل المجتمع الأصلي .
2– تنظيم
البيانات و المعلومات:
قد يجد
الباحث أمامه عددا كبيرا من الدرجات والمفردات ويكون عليه في هذه الحالة تنظيم هذه
البيانات وتبويبها بصوره تسهل التعامل معها ، ولذلك يقوم بتصميم الجداول المناسبة
وتفريغ البيانات التي حصل عليها في هذه الجداول ،أ, في صوره رسومات بيانيه
3– وصف خصائص البيانات :
تساعد البيانات المبوبة في الجداول علي توضيح خصائصها ، مثل الفئه التي يقع فيها أكبر عدد من الفراد و التي يقع فيها أقل عدد من الأفراد ، و يمكن معرفه المزيد من خصائص البيانات باستخدام بعض الرسوم البيانية . أما إذا أردنا معرفه الدرجة التي يتمركز عندها غالبيه الأفراد أو معرفه درجات القرب و البعد عن هذه الدرجة المركزية ، أو معرفه العلاقة بين البيانات التي جمعت و بعض البيانات المستمدة من دراسة ظاهره آخري لنفس الأفراد ، أو معرفه الفروق بين بيانات العينة الدراسية و بيانات عينه آخري فإنه يستخدم لذلك بعض الأساليب الإحصائية المناسبة.4– عمليه المسح النفسي و الاجتماعي:
لا يقل
الدور الذي تلعبه المناهج و الأساليب الإحصائية في عمليات المسح المختلفة علي
مستويات سكانيه كبيره ، عن الدور الذي تلعبه في تصميم التجارب المحدودة ، و المشكلة
الأكثر أهميه و الحاجه التي يواجها الباحث في هذا المجال هي مشكله تصميم العينات ،
ذلك أن الخطأ في تكوين العينة يؤدي إلي عدد من التحيزات التي لا يسهل تحديد مصدرها
و التي تظهر عن عدم تمثيل مجتمع المسح بصوره جيده ، فإذا أراد أحد الباحثين إجراء دراسة
مسحيه للاتجاهات المختلفة في مجتمع الراشدين علي سبيل المثال فعليه أن يفكر في
كيفيه الاختيار العشوائي للمفردات الذي يعطي فيه فرص لظهور مفردات المجتمع الأصلي
في تكوين عينه بحثيه .
5– تحليل البيانات:
من تحليل البيانات يمكن التوصل إلي نتائج عامه من عده
نتائج جزئيه ، كما هو الحال عند دراسة العدوانية عند الجنسين، فأمكن التوصل إلي نتيجة
عامه وهي الذكور أكثر عدوانيه من الإناث . و من تحليل البيانات يمكن تحديد العلاقة
بين المتغيرات ، فعند دراسة العلاقة بين ذكاء عينه من التلاميذ و تحصيلهم الدراسي
تبين وجود هذه العلاقة من خلال استخدام بعض الأساليب الإحصائية المناسبة، كما يمكن
للباحث أن يتنبأ ببعض النتائج المحتملة باستخدام الإحصاء ، فبقياس ذكاء الفرد و
قدراته يمكن التنبؤ – بدرجه من الاحتمال – بمستوي نجاحه في دراسة أو عمل معين.
6– اتخاذ القرارات:
بناء علي
تحليل البيانات يمكن اتخاذ بعض القرارات فضلاً من دراسة العلاقة بيــن حجم الفصل
الدراسي و تحصيل التلاميذ يمكن تحديد الحجم المناسب، و أيضاً من دراسة ذكاء الفرد
و مستوي قدراته يمكن تحديد وضعه الدراسي واختيار المنهج المناسب له.
7– إجراء البحوث:
لا يمكن
تصميم البحث أو إجرائه دون معرفه كافيه بالإحصاء ، كما يتضح من خطوات البحث العلمي
بداية من الشعور بالمشكلة وتحديدها حتي التعليم ووضع القوانيــــن.
8– فهم الدراسات و البحوث :
بدون
دارسه الإحصاء لا يستطيع الباحث أن يفهم معني النتائج التي توصل إليها هو أو توصل
لها باحثون آخرون ، فمثلا وجود فرق دال بين عينه و آخري، أو معني زياده أو نقص تأتي
متغير علي آخر بعد عزل تأثير متغير ثالث، أو معني ظهور عامل عام بين مجموعه الاختبارات
المستخدمة في البحث.
تعليقات
إرسال تعليق