نظرا لتعدد المشكلات التي يظهرها التلاميذ ذوي صعوبات التعلم واختلافها، فقد حاول البعض تصنيف صعوبات التعلم بهدف تسهيل عملية دراسة هذه الظاهرة، واقتراح أساليب التشخيص والعلاج الملائمة لكل مجموعة، حيث إن الأسلوب الذي يصلح لعلاج إحدى الحالات التي تعاني صعوبة خاصة في التعلم قد لا يصلح لعلاج حالة أخشرى.
ولقد تعددت التصنيفات الخاصة لصعوبات التعلم بين الباحثين في هذا المجال، منهم من ركز في تصنيفه على الصعوبة في العمليات العقلية وحدها، بينما ركز الآخرون على الصعوبة في العمليات العقلية والصعوبات الأكاديمية (مسعد أبو الديار: 2012، 65).
ويمكن تقسيم صعوبات التعلم إلي:
أولا: صعوبات تعلم نمائية:
وتشتمل على صعوبات: (الانتباه - الذاكرة - الإدراك - التفكير - اللغة الشفهية)، وهذا ما أطلقت عليه الحكومة الفيدرالية في تعريفها "العمليات النفسية الأساسية".
وتعرف صعوبات التعلم النمائية Development Learning Disabilities بأنها: (الصعوبات التي تتناول العمليات ما قبل الدراسية التي تتمثل في العمليات المعرفية المتعلقة بالانتباه، والإدراك، والذاكرة، والتفكير، واكتساب اللغة الشفهية، وهذه العمليات تشكل أهم الأسس التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للفرد)، ومن ثم فإن أي اضطراب أو خلل يصيب واحدة أو أكثر من هذه العمليات يفرز بالضرورة العديد من الصعوبات اللاحقة، ويمكن أن تظهر هذه الصعوبات لدى الطفل في سن دخول المدرسة (مسعد أبو الديار، أخرون: 2012، 123- 124)؛ (هدي سلام: 2015، 173).
وتنقسم صعوبات التعلم النمائية إلى قسمين:
- صعوبات أولية: وتشتمل على صعوبات: (الانتباه التذكر – الإدراك)، والتي تعتبر وظائف أساسية متداخلة مع بعضها فإذا أصيبت بأضطراب فإنها تؤثر على القسم الثاني من الصعوبات النمائية وهي الصعوبات الثانوية التالية (عادل العدل: 2013، 225- 229).
- صعوبات ثانوية: وتشتمل على صعوبات : (اللغة الشفهية، التفكير)، ويعني هذا أن العمليات النفسية السابقة بمثابة متطلبات أساسية لعملية التعلم بما تتضمن من تحصيل وفهم وتفكير، حيث إن الاضطراب في الانتباه والتذكر والإدراك له تأثيره على إدراك العلاقات وتركيز الانتباه والإدراك الجيد وغيره مما يمثل متطلبات أساسية العملية التعلم (محمد خصاونة: 2013، 20- 21).
ثانيا: صعوبات تعلم أكاديمية:
وتشتمل على الصعوبات التي تظهر لدي أطفال المدارس في المستويات الصفية المختلفة، وتتضمن صعوبات: القراءة (فك الشفرة - الفهم القرائي) - الكتابة التهجي الحساب (سعيد الغزالي: 2011، 48- 49)؛ (جمال القاسم: 2015، 20- 23).
وتعرف صعوبات التعلم الأكاديمية Academic Learning Disabilities بأنها: "عبارة عن المشكلات التي تظهر لدى الأطفال في عمر المدرسة". ويشتمل مصطلح صعوبات التعلم الأكاديمية على الصعوبات الخاصة بالقراءة، والصعوبات الخاصة بالكتابة، والصعوبات الخاصة بالتهجئة والتعبير الكتابي، والصعوبات الخاصة بالحساب.
ويستخدم هذا الاصطلاح لوصف الأطفال الذين يظهرون تباينة كبيرة بين قدرتهم الكامنة على التعلم الذكاء وبين تحصيلهم الأكاديمي في المجالات السابقة حتى بعد تزويدهم بالتعليم المدرسي المناسب، وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبير بصعوبات التعلم النمائية، كالانتباه، والإدراك، والذاكرة، والتفكير (مسعد أبو الديار، أخرون: 2012، 123).
ثالثا: صعوبات السلوك الاجتماعي الانفعالي:
العلاقة بين صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية:
من خلال استعراض تعريفات مصطلح صعوبات التعلم يلاحظ أن معظم التعريفات وصفت ذلك المصطلح بأنه يشير إلى اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية، ويظهر هذا في شكل قدرة غير مكتملة علي الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجي أو إجراء العمليات الحسابية أو الاستيعاب بما يتضمنه من تحصيل وفهم.
حيث يقصد بالعمليات النفسية الأساسية: العوامل المسئولة عن التعلم والتي تتضمن: الانتباه الإدراك - الذاكرة - الاستقبال - التفكير العوامل الحركية.
كما أن أي تقصير أو تأخير في تحديد أو تشخيص أو وقاية أو علاج صعوبات التعلم النمائية خلال سنوات ما قبل المدرسة يؤدي بالضرورة إلى صعوبات تعلم أكاديمية إذا وصل الطفل إلى المدرسة الابتدائية، كما توصل أخرون إلى وجود علاقة ارتباطية وسببية بين مستوى كفاءة العمليات المعرفية المتعلقة بالانتباه والذاكرة والتفكير واللغة وبين مستوى التحصيل الأكاديمي على اختلاف مستوياته ومكوناته ومراحله، وأن أية انحرافات نمائية في هذه العمليات تقف خلف صعوبات التعلم الأكاديمية اللاحقة (فتحي الزيات: 2008، 24-25)، (سليمان عبد الواحد: 2015، 343- 344).
ويؤكد "عادل العدل" (2013: 229) علي وجود علاقة وثيقة وقوية بين صعوبات التعلم النمائية وصعوبات التعلم الأكاديمية، أي أن الصعوبات الأكاديمية وثيقة الصلة بالصعوبات النمائية وتنتج عنها، فقد يكون عجز التلميذ في القراءة كصعوبة أكاديمية ناتج عن عدم قدرته على تركيب الأصوات وجمعها في كلمة واحدة، وقد ترجع صعوبة الذاكرة البصرية إلى صعوبة في إدراكه للمثيرات الملائمة.
وبناء على ذلك فإن علاقة صعوبات التعلم النمائية بصعوبات التعلم الأكاديمية علاقة سببية، أو علاقة سبب ونتيجة؛ حيث إن الأسس النمائية تمثل المحددات الرئيسية للتعلم الأكاديمي ولكافة الأدوات المعرفية التي يفرزها أو ينتجها النشاط العقلي المعرفي (فتحي الزيات: 1998، 13).
المراجع:
- جمال متقال مصطفي القاسم (2015). أساسيات صعوبات التعلم. الطبعة الثالثة. عمان. دار صفاء للنشر والتوزيع.
- سعيد كمال العزالي (2011). تربية وتعليم ذوي صعوبات التعلم. عمان. دار المسيرة.
- عادل محمد العدل (2013). صعوبات التعلم وأثر التدخل المبكر والدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة. القاهرة. دار الكتاب الحديث.
- فتحي مصطفي الزيات (1998). صعوبات التعلم الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية). القاهرة. دار النشر للجامعات.
- فتحي مصطفي الزيات (2008). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم. القاهرة. دار النشر للجامعات.
- محمد أحمد خصاونة (2013). صعوبات التعلم النمائية. عمان. دار الفكر ناشرون وموزعون.
- مسعد نجاح أبو الديار (2012). القياس والتشخيص لذوي صعوبات التعلم. الكويت. مركز تقويم وتعليم الطفل.
- مسعد نجاح أبو الديار، جاد البحيري، عبد الستار محظوظي (2012). قاموس مصطلحات صعوبات التعلم ومفرداتها. الطبعة الثانية. الكويت. مرکز تقویم وتعليم الطفل.
- هدي عبدالواحد سلام (2015). صعوبات التعلم الشائعة برياض الأطفال. عمان. دار أمجد للنشر والتوزيع.
تعليقات
إرسال تعليق