تعتمد برامج التعليم الإلكتروني في الكثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية، على نقل المحتوى إلكترونية للمتعلمين محاکين بذلك التعليم التقليدي السائد مما جعل بعض المهتمين بتطوير العملية التعليمية يحكمون على التعليم الإلكتروني وجودته بمقارنته بالتعليم التقليدي، هل حقق ذات المستوى أم لا؟ دون أن ينتبهوا إلى أن مستوى التعليم التقليدي منخفض بالمقارنة بالدول المتقدمة، ولا يناسب الأجيال الحالية.
واقع التعليم الالكتروني في مصر:
ينظر المراقبون إلى نسبة لقاء المعلم بالمتعلم أو تأثير تقنية معينة على تحصيل الطلاب، هل تماثل ما هو عليه الحال في التعليم التقليدي؟ دون أن يتعمقوا أكثر في توفير تعليم مختلف عبر استغلال ما يتوفر من تقنيات؛ فالمعلومات التي يقدمها المعلم للمتعلمين ويطلب منهم أن يعيدوا تکرارها، هي في الأساس متوفرة وبغزارة على شبكة الإنترنت، ويمكن للمتعلمين الحصول عليها بسهولة حتى عبر أجهزتهم المتنقلة (الهياجنة، ۲۰۰۹).
ولهذا يري البعض أنا التعليم الالكتروني مجرد ترف باهظة التكاليف ولا يضيف للعملية التعليمية أي فائدة لأنه مجرد تكرار للتعليم التقليدي ولكن بطريقة حديثة عن طريق تزويد بعض الفصول الدراسية بتقنية السبورة الذكية، وتوزيع أجهزة الحاسبات المحمولة "التابلت" على الطلاب، الذين تحول البديل شكلي للكتاب المدرسي.
وتم نسخ المناهج نفسها على الجهاز أي أننا استبدلنا الكتاب بشاشة، ولم يتم تطوير محتوى المناهج، ولا توجد بنية تكنولوجية تدعم تطبيق التعليم الالكتروني، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأمية الإلكترونية، حيث يحتاج التعليم عن بعد إلى وجود معرفة أساسية بالحواسب الآلية والإنترنت، فالعديد من التلاميذ في الأسر الفقيرة لا يمتلكون الهواتف الذكية في المنزل فضلا عن صعوبة اتصالهم بالإنترنت، بالإضافة إلى نقص المهارات التكنولوجية عند معظم المعلمين وعدم قدرتهم على استخدام المنصات الالكترونية.
وعلى الجانب الاخر أثبتت قنوات التلفزيون التعليمية فاعليتها في ظل أزمة جائحة كورونا، لأنها تصل للجميع بدون تكلفة وجهد فهي موجودة في كل منزل به جهاز تليفزيون ودش فقط ولا تحتاج الاتصال بشبكة الانترنت، وقد أثبتت الازمة الحالية عدم استعداد مناهجنا ومنظومة التعليم ككل للتعلم الإلكتروني بكافة صوره وأشكاله.
فواقع التعليم المصري يخبرنا بضرورة تطوير البنية التحتية والتكنولوجية للمؤسسات التعليمية وأهمية تطوير وتأهيل وتنمية القدرات المهنية والتكنولوجية للمعلمين، وتوعية أولياء الأمور بأهمية توفير التعليم البديل في المنازل وأساليب تقديم الدعم لأبنائهم.
دور التعلم الإلكتروني في تحسين المستوى التعليمي للطلاب:
كشفت العديد من الدراسات على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي عن نجاح استخدام التعليم الالكتروني في تحسين المستوى التعليمي للطلاب.
فعلى سبيل المثال دراسة (بدير، 2014): التي استهدفت الكشف عن فاعلية استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي القائم على التعلم الذاتي في تدريس العلوم على التحصيل المعرفي وتنمية التفكير البصري والاتجاه نحو مادة العلوم لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي حيث أوصت الباحثة بضرورة استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في تعليم وتعلم العلوم لتحسين مستوى التحصيل المعرفي لدى التلاميذ وتنمية التفكير البصري والاتجاه الإيجابي نحو مادة العلوم لديهم.
ودراسة (خلیف، ۲۰۱۱ م) واستهدف تقييم تجربة استخدام الفصول الافتراضية في التعليم وخاصة لطلبة الثانوية العامة في فلسطين لتقديم الدروس المباشرة عبر الانترنت وتكونت العينة من (۱۰۰) طالب وطالبة وكان من أهم نتائج البحث استفادة الطلبة من الدروس المباشرة المقدمة عبر الفصول الافتراضية وإقبال المعلمين على استخدامها. وأشارت الدراسة إلى أن استخدام الفصول الافتراضية يؤدي إلى ارتفاع التحصيل العلمي لدى الطلاب وتزيد من استيعاب الطلاب للدروس وتزيد من حماسهم لاكتساب مهارات علمية ومعرفية وتقلل من الاعتماد على الدروس الخصوصية والكتب المساعدة.
ودراسة (بدر، ۲۰۱۰): استهدفت هذه الدراسة قياس أثر استخدام الفصول الدراسية الافتراضية على التحصيل الدراسي للمتعلمين بدلا من الفصول الدراسية التقليدية، واشتملت عينة الدراسة على (۲۰) طالب من طلاب قسم تكنولوجيا التعليم وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن استخدام الفصول الافتراضية في التعليم يعمل على تنمية تحصيل الطلاب بدل من الفصول الدراسية التقليدية وأن الطلاب لديهم قابلية وقدره کافيه لاستعمال التكنولوجيا والتفاعل معها وإحساسهم بالثقة والمسؤولية تجاهها.
ودراسة (جبر، ۲۰۰۷): هدفت إلى استقصاء أثر استخدام الحاسوب على تحصيل طلبة الصف السابع الأساسي في الرياضيات، مقارنة بالطريقة التقليدية، ومعرفة اتجاهات معلميهم نحو استخدامه كوسيلة تعليمية وبلغ حجم العينة (94) طالبا وطالبة وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ۰٫۰۵ بين متوسطي درجات تحصيل طلاب المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
المراجع:
- الهياجنة، حمد فخري، (۲۰۰۹): دور نظم التعليم الإلكتروني في معالجة إشكاليات التعليم في المنطقة المعهد العربي لإنهاء المدن، مؤتمر الأطفال والشباب في مدن الشرق الأوسط وشمال افريقيا: التصدي لتحديات التعليم. التحديات.
- جبر، وهيب وجيه، (۲۰۰۷م): أثر استخدام الحاسوب على تحصيل طلبة الصف السابع في الرياضيات واتجاهات معلميهم نحو استخدامه كوسيلة تعليمية، رسالة ماجستير، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
- خلیف، زهير ناجي، (۲۰۱۱م): استخدام الفصول الافتراضية من وجهة نظر المعلمين وطلاب الثانوية العامة في فلسطين، المؤتمر الدولي الثاني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد، المركز الوطني للتعلم الالكتروني والتدريب عن بعد، السعودية، الرياض.
- بدير، شاهنده محمود، (2014 م): فاعلية استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي القائم على التعلم الذاتي في تدريس العلوم على التحصيل المعرفي وتنمية التفكير البصري والاتجاه نحو مادة العلوم لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة | سوهاج.
تعليقات
إرسال تعليق