التخطيط للدروس اليومية في العلمية التعليمية
أولا: مفهوم التخطيط للدروس اليومية ( إعداد الدروس):
قد يعتقد البعض أن التخطيط للدروس اليومية يعني تسجيل بعض المعلومات في دفتر الإعداد (دفتر تحضير الدروس) ولا شك أن هذا المفهوم يعد قاصرا؛ حيث إن التخطيط للدروس اليومية بمعناه البسيط. يعني: " تفكير المعلم حول الدرس وماذا سيدرس للطلاب؟ وكيف سيدرس لهم؟ "
ومن ثم فالتخطيط للدروس اليومية هو " عمل منظم وهادف يقوم المعلم من خلاله باتخاذ مجموعة من القرارات، التي تساعده على تحقيق أهدافه من الدرس وفق مراحل محددة، وخلال فترة زمنية محددة، من خلال استخدام الإمكانات المتاحة في حجرة الدراسة".
ثانيا: أهمية التخطيط للدروس اليومية:
إن أي عمل منظم وهادف يتطلب تخطيطا دقيقا تجنبا لفشله، والتدريس كعمل إنساني يحتاج إلى تخطيط دقيق، خصوصا وأن الهدف من ورائه تنمية عقول ومهارات البشر، وعلى أية حال فإن تخطيط الدروس يفيد في عدة أمور منها:
- تنظيم أفكار المعلم حول الدرس: يساعد التخطيط للدروس اليومية المعلم على تنظيم أفكاره وترتيبها، وبالتالي فهو يحفظ نفسه من الارتجال والعشوائية في أدائه، ويبعده عن الاضطراب، ويحفظ له وقته لتحقيق أهدافه المرجوة داخل حجرات الدراسة.
- التخطيط يحفز المعلم على القراءة والاطلاع: المعلم أحد مصادر المعرفة الأساسية لطلابه، ومن ثم فإن التخطيط للدروس اليومية يفتح آفاقا واسعة أمام المعلم للقراءة والاطلاع؛ حتى يجنب نفسه أن يكون نسخة باهتة من الكتاب المدرسي، كما تساعده هذه القراءة على مقاومة النسيان، ومتابعة ما يستحدث في مجال تخصصه، ومن ثم يبدو في صورة تكسبه ثقة طلابه، وتشبع رغباتهم منه.
- التخطيط للدروس اليومية يزيد من ثقة المعلم في نفسه: التخطيط للدروس اليومية يساعد المعلم على تجنب المواقف المحرجة أثناء تنفيذ الدرس؛ حيث يطلع المعلم على بعض المواقف التي يتوقع تساؤلات من الطلاب حولها، ومن ثم يبحث عن إجاباتها، وهذا يزيد من ثقة المعلم في نفسه، ويجعله يقبل على عمله بروح ومعنوية عالية.
- التخطيط للدروس اليومية سجل مكتوب يعين المعلم: التخطيط للدروس وتسجيل الخطة في دفتر الإعداد يعين المعلم على أداء عمله ؛ حيث يرجع إليه المعلم إذا نسي بعض جوانب الدرس أو إحدى إجراءاته، كما يوضح له بعض النقاط الجوهرية التي تم تناولها في دروس سابقة.
- التخطيط للدروس يحدد مسارا واضحا لإجراءات الدرس: يساعد التخطيط للدروس اليومية المعلم على تحديد مسارات واضحة للخطوات والإجراءات، التي سيقوم بها المعلم عند تنفيذ درسه ؛ حيث يحدد له الأهداف التي يرجى تحقيقها والمحتوى المطلوب، والوسائل التي يمكن له استخدامها، وأساليب التقويم التي يمكن له استخدامها وأشكالها وتوقيت استخدامها، كما يحدد النشاطات والتكليفات التي يجب أن يقوم بها الطلاب.
- التخطيط للدروس اليومية يساعد على اختيار المواد التعليمية: يتيح تخطيط الدرس للمعلم اختيار المادة التعليمية المناسبة للطلاب، والتي تتسم بالتشويق وتدفعهم للتعلم، كما يتيح للمعلم اختيار مصادر متنوعة ومختلفة لموضوع الدرس، تحفظه من التقيد بالكتاب المدرسي وتوسع مدركات الطلاب.
- التخطيط للدروس اليومية يساعد على اختيار الوسائل التعليمية: إن تفحص المعلم للجوانب المختلفة للدرس، من خلال التخطيط لتدريسه، يساعده على اختيار الوسائل التعليمية المناسبة، والتي تعينه على تحقيق أهدافه من الدرس بدقة، ومن ثم يسعى لتجهيزها وتجريبها، والتدرب على تشغيلها واستخدامها.
- التخطيط للدروس يساعد على اختيار المقدار المناسب من المحتوى: إن التخطيط للدروس اليومية يساعد على تحديد المقدار المناسب من محتوى الدرس لزمن الحصة وفقا لمستوى الطلاب، وطبيعة المحتوى وتكوينه، وصعوبته وسهولته.
- التخطيط للدروس اليومية أحد جوانب تقويم المعلم : المعلم الجيد مخطط جيد، ومن ثم فإن اطلاع الإداريين والموجهين على خطط الدروس، يتيح لهم تقويم أحد الجوانب المهمة في عمل المعلم.
ثالثا: مصادر التخطيط للدروس اليومية:
هناك عدد من المصادر التي يمكن للمعلم الرجوع إليها عند التخطيط لدرسه اليومي، وكلما زاد عدد هذه المصادر زاد احتمال نجاحه في تنفيذه لدرسه، ومن أهم هذه المصادر ما يأتي:
- الكتاب المدرسي المقرر:
يعد الكتاب المدرسي المقرر المصدر الأساسي الذي يحدد المحتوى العام للدرس وأنشطته؛ حيث إنه الوثيقة الرسمية للمنهج، ومن ثم فيجب الانطلاق منه كأساس لتخطيط الدروس اليومية.
- أدلة المعلم:
دليل المعلم هو وثيقة رسمية يوضح من خلالها للمعلم الأهداف العامة والإجرائية للدروس، وطرائق التدريس التي يمكن اتباعها، وقد يشمل الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها، ومن ثم فهو أداة مهمة خصوصا للمعلم المبتدئ.
- الكتب والمراجع المتخصصة:
إن الاعتماد على الكتاب المدرسي وحده كمصدر للمعرفة ليس كافيا لإعداد الدروس؛ حيث إن الكتاب المدرسي يحتوي على الحد الأدنى الذي يجب أن يعرفه الطالب وليس المعلم، ولذا فإن اطلاع المعلم على المراجع والكتب المتخصصة، يعد مصدرا مهما لإعداد الدروس اليومية.
- المدرسون الأوائل والزملاء القدامى ذوو الخبرة:
إن الرجوع لذوي الخبرة في مجال التدريس يعد مصدرا مهما من مصادر التخطيط للدروس؛ حيث يضع المعلم الأول أو ذو الخبرة أمام المعلم المبتدئ النقاط الجوهرية في الدرس، ووسائل تقديمها، كما يمده بجوانب القوة والضعف لدى الطلاب فيه، والنقاط الجوهرية التي يكثر الطلاب التساؤلات حولها.
- الكتب والمراجع المتخصصة في طرق التدريس:
تعد الكتب والمراجع المتخصصة في طرق التدريس الزاد الذي يستقي منه المعلم البدائل المقترحة والمتعددة لطرق تنفيذ الدروس، والأساليب والإجراءات التي يمكن اتباعها.
- أدلة الوسائل التعليمية:
تقدم هذه الأدلة قوائم بالوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها، والمواد التعليمية الجاهزة، والمواد التعليمية التي تتطلب إعدادا مسبقا، ومن ثم فيجهزها المعلم ويجربها قبل دخول الحصة.
تعليقات
إرسال تعليق